كتاب ما
طائر الحب هي مجموعة قصصية فى أدب القصة القصيرة للأديب إسماعيل بكر وهى أول من نشر من أعماله فى نهاية الثماننيات وقد حملت المجموعة عنوانها من إحدى القصص ..
وبين الرمال هنا فى أودية وادى الضحل الفرعية كثيرًا ما أكون فى صحبة كتاب ما مكتفيًا به فى وقت فراغى وهكذا يرانى العاملون بالمنجم وقد كان الطاهى قارئ وكانت القراءة والأدب مجرى حديثنا، فحدثنى عما أقتناه من الكتب وعما قرأه منها وأيضا ما يعجبه في طرق الأدب وأساليبه ومن يهوى من الكتاب والأدباء..
وبكل تلقائية أخبرنى -بأن والده أديب!! -ماذا؟!
هكذا عرفني على والده الأديب إسماعيل بكر من مواليد بني سويف وقد نشر عدة مؤلفات فى رحلته الأدبية، و أشترط عليه أثناء مبادلتنا للكتب أن يأتينى بشيء من مؤلفات والده حتى آتانى بطائر الحب وكانت المجموعة رائعة وقد تنوعت
فى طياتها المواضيع بسبكٍ ممتاز و بأسلوب تيلغرافى كالعادة فى فن القصة القصيرة ولكنه كان سلسًا ومشوقًا، أغلب القصص توحى بفكرة معينة قصد إسماعيل إصالها جلية أو بالإيحاء وبعضها تُتناول حسب منظور قارئها وبعضها أحترتُ فى ما يقصده ولكن بشكل عام كانت القراءة ممتعة.
ربما كنت محظوظًا أنى علي علاقة من الدرجة الثانية مع أديبين-يبدو ذلك مضحكا-لكنه رائع.. أن يكون شخصًا تعرفه عاصر الكُتاب وقصصهم فمشرفى فى بحث التخرج كان مع أديب الجيولوجين د. سمير محمد خواسك فى بعثته الجيولوجية التابعة لهيئة المواد النووية فكان يحدثنى عن معرفته بمن ذكروا فى كتابه "فى بلاد العبابدة" كما كان يؤكد لى القصص ويخبرنى أكثر عن الشخصيات و من وجهة نظرى فإن هذا يضفى علاقة وطيدة بالكتاب وبالكاتب أيضًا.
متشوق بالطبع لقراءة باقى أعمال الأديب، كشوقى للقراءة عمومًا وهذا يجعلنى دوما متسائلًا هل يكفى عمر الإنسان؟!.. هل يكفي لقراءة كل الكتب؟ ومعرفة كل العلماء و الأدباء؟! هل يكفى لحيازة كل العلم؟ - بالطبع لن يكفى لذا اختيار ما نقرأ لهو أمر دقيق فالعناية فيه مطلوبة والحذر فى الأنتقاء فيه مرغوب، فإن وجود المفيد منها لا ينفى وجود الضار أو المُضيع للوقت، و قد قيل:
و ما من كاتب إلا سيــفنى .. و يبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء .. يـسـرك في القيامة أن تراه
Comments
Post a Comment