إلى المجهول

 كعادتي أستقيظ في الفجر وبعد أن أفرغ من صلاتي أعرج نزولًا إلي الموقع ملاحظًا ما تم من المتفق عليه في وردية الليل، وهكذا أصعد التلال وأتسلق الجبل من هنا لهنا ومن هذه المصطبة لتلك..

مقيمًا للخام وملاحظًا لعمل المعدات ومستكشفًا لما تم في الموقع، و قد أرهقتني الحركة فاسترحت قليلا عند ظل أحد الجبال من شمس الصباح، وبعدما هدأ صوت أنفاسي قليلا علا صوت عقلي متسائلًا عن ما أنا فيه؟ أفي صحراء مقفرة؟ بلا عزيز أو أنيس!! متغربا عن الأهل و العمران في غياهب الفيافي!! أهذا ما كنت تبغاه؟!

لم يفكر العقل سوي بالسؤال تاركًا قلبي يدق في حيرته، ربما من الإرهاق لم يقدر علي الجواب.. نظرت إلي السماء وزُرقتها وتدرج لونها إلي الأصفر الذهبي والغيوم الناصعة بالبياض والزرقة الخفيفة مفرقة لأشعة الشمس بكبرياء جميل..

وقد داعب حفيف الرياح أذناي.. أغمضت عيني وانتبهت إلي صوت الرياح وهي تعلو وتنخفض مرطبة علي وجهي بسقيع معتدل، ولم أُرد لتلك اللحظة إلا أن تستمر ولكنه داء التفكير.. فنهضت إلي الحافة ورأيت طرق كثيرة و ما من مهتدِ في الصحراء إلا من هداه الله ولكن وأنا في مقتبل عمري باحثًا عن طريقي متسائلًا إن كان طريقي الذي أخترته صحيحا وأن ما أشاقُه هو الأخف لمشاقٍ آخري، ولكن أيوجد طريق بلا مشاق؟! ربما لا ولكن أين طريقي؟؟أنا أجهله.. ربما إلي عمق الصحراء.. إلي المجهول!!


"ذكرت أني حائرٌ وليس لي أنيس.. 

يا ليتني كنتُ طيرًا في منحني وريف

أبحث عنك دوما!! ياحلمي المختار

أبحث عنك دوما وأسأل الأزهار..

أراك في خيالي ملون الجمال..

أبحث عنك دومًا!! فهل أراك يومًا؟!"

















Comments

Popular Posts