يذهب البأس ويبقي الأجر

 سهر بالساعات.. إرهاق.. ألم أسفل الظهر، فقدان العزيمة كلهم وأكثر من متلازمات فترة الإختبارات، أوقات صعبة علي العقل والبدن ولكن يذهب البأس ويبقي الأجر.

هذا ما كنت أهون به علي نفسي في تلك الليالي الباردة، هذه الأوقات ستمر سواء إن عملنا فيها بجد أو وإن لم نعمل فهنا نتأخذ طرف من الطرفين بين هذا الخيط الرفيع المؤقت، هنا تُختبر العزيمة و يُقاس الصبر والجَلَد.

عشرون عاما هي فقط ما عاشها أسامة بن زيد وقد خرج مجاهدًا.. بل قائد المجاهدين!!، وكان الأمام مالك يحدث الناس ويفتيهم وهو في السابعة عشر من العمر، هذا العصر غير عصورهم ولكن هذا يدفع في نفسي شعور بتحدي النفس، لم تكن حياتي صعبة بقدرهم و لا مسؤولياتي تقرب حتي من خاصتهم، شاب مثلي في رعيان شبابه محظوظ وهو يعيش في زمن أصبحت الحياة أسهل بكثير والمعرفة أيسر.

 عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ   وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها   وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

أجل.. لكي نكبر لكي نتحمل علينا أنت تجاوز مشاكلنا لكي تزيد عزيمتنا أو علي الأقل أن نخفف حدتها علينا، أن نقل الشكاية لنصل إلي الغاية.

ربما لا أنفذ ما كتبتُ حرفيا ولكنه تذكير لي ولك أيها القارئ، نحن بشر لا نُلام علي ضعفنا، لابد أن يصيبك وهن أو سأَم

 عندها.. وعيك وعقليتك تساعد إرادتك بشكل كبير، وفوقهم أستعن بالله  ( ﴿45﴾وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) سورة البقرة.

ليلة باردة .. باقي ساعات علي الامتحان.. تقاوم النوم.. المنهج كبير، تُوفق في امتحان وفي آخر لا، تمرر الليالي أتت الأجازة، وقد ارتاح بدنك واستراح عقلك.

ذهب البأس وبقي الأجر...