هل نختار السعادة؟



  حسنا تبدو السعادة قياسية من وجهة نظري ولا نتسطيع أن نجد فيها الثوابت، وهذا أمر جيد بالطبع ذلك بأن القياس هو أمر نتحكم فيه.

وعلي ذلك فإني أحاول أن أسعد بكل الأشياء الصغيرة التي أُنجزها، وتدخل علي قلبي السرور التفاصيل الصغيرة الرائعة التي لا يُلاحظها إلا من دقق في جمالها، والتأمل وشكر الله.. نعم ذلك أقوي مسببات السعادة وأكثرهم فاعلية علي الأقل معي، إذا عددت النعم التي تحيط بك، إنها كثيرة للغاية!! فضلا عن إذا شكرت الله عليها، هذا يعطيك الوعي الكامل بالنعم التي أنت غارق فيها أجل.. غارق! إنها كالبحر.

قد كنت قرأت في رواية صاحب الظل الطويل
 لقد اكتشفت السر الحقيقي للسعادة ياعزيزي، ويكمن هذا في أن تعيش اللحظة. وألا تتحسر علي الماضي علي الدوام، أو تفكر بالمستقبل. بل أن تحصل علي أكبر قدر من هذه اللحظة. الأمر شبيه بالزراعة، إذ يمكنك الحصول علي زراعة تكثيفية وزراعة انتشارية. حسنا، أنا أنوي أن تكون لي حياة تكثيفية. سأستمتع بكل لحظة، وسأعرف أنني أستمتع أثناء ذلك. معظم الناس لا يحيون بل يكتفون بالجري، ويحاولون بلوغ هدف ما بعيد في الأفق، وفي حرارة الجري تنقطع أنفاسهم ويلهثون فيخسرون رؤية الريف الجميل الهادئ الذي يجتازونه، ثم يكون أول ما يكتشفونه أنهم صاروا مسنين ومنهكين، ولن يحدث بلوغهم هدفهم أو عدمه أي فرق. لقد قررت الجلوس علي جانب الطريق وتكديس الكثير من السعادات الصغيرة. " نهاية الإقتباس.

لقد أخترت تكديس السعادات الصغيرة، هذا ما أستطيع فعله وهذا ما أخترته، وعندما يأتي الحزن الكبير سيكون بإنتظاره جبل من السعادات الصغيرة عليه تجاوزه :)
أخيرا لاتفوت مشاهدة الريف سيسعدك رؤيته.




Comments

Popular Posts