كالساقية !
كساقية تريدك الحياة..
لا يُسمح لك بالتوقف، لا النهر ينفذ ولا حاجة الأرض للماء تكتفي.
فتجيءُ تلك اللحظات عاجلا أو آجلا، لحظات الضعف والسأم من الاستمرار فإنك لست الآلة التي تعهدها لا تتوقف عن العمل، ولكنك البشري صاحب الروح والأنفاس.
لابد من راحة بين الحين والحين لتستريح النفس وتهدأ الروح.
حتما ينبغي أن تكون مجرد راحة، فترة للاستعداد لنطلق بعدها من جديد وقد أزلت من عاتقك أثقاله، و عني و ما يزيح أثقال عاتقي هي الكتابة.
تكتب وتكتب، كأن همومك مداد وكلما كتبت أستهلكت من ذلك المداد وخففت الذي يأرقُك.
وكما قال الرافعي : خَفَّف اللَّه عن الإنسَان فأودَع فِيه قُوة التخَيل يَسترِيح إليهَا من الحقَائِق
وأزيد علي الرافعي أن تلك الراحة لا تعني بالضرورة تجاهل الحقائق بل تخفيف حدتها.
أما عن الصورة فكانت في إحدي فترات الراحة والسكينة في طريق قنا-أسنا الزراعي، كان غروب الشمس خلابا، تبعث إنعكاسات النهر طمأنينة بجانب طمأنينة الذهاب إلي المنزل، وكان السحاب يشعرك بدفء وكأنه يخرج من نار أشعلناها في برد الشتاء، وكعادة العرب تشعرهم النخيل بالألفة وهذا تحديدا ما شعرت به حينها، يرتفع صوت المحرك يبدو أن السائق يسرع، هاه لقد أوشكنا علي الوصول، كلما أسرع السائق، تسارعت دقات قلبي كم أن شوق لرؤية العائلة صعب!، وألفتهم ومجاورتهم هي الراحة والسكينة الحقيقية.
Comments
Post a Comment